سبق أن ذكرنا عددا من منابع الطاقة في
الصف الثالث الإعدادي تناولنا أمثلا عن الطاقة الكهربائية
والحرارية
كطاقات حركية ,وأمثلة عن الطاقة الكيماوية والنووية كطاقات كامنة .وسنذكر فيما يلي
عددا أخر من منابع
الطاقة.
أ- طاقة الرياح:
ترتبط نشأة الرياح بحرارة الشمس ودوران
الأرض حول محورها ,
فحرارة الشمس تدفئ الغلاف الغازي
للأرض ,وتكون هذه الحرارة أشد
قرب
خط الاستواء منها في المناطق القطبية, لذلك فعندما يسخن
الهواء عند خط الاستواء يرتفع
ويأتي الهواء القطبي البارد ليحل
محله فينشأ تيار
هوائي .وبما أن الأرض تدور حول محورها فإنها تتدخل في هذا التيار الهوائي مؤثرة في
اتجاهه وتوزيعه وهكذا تنشأ الرياح .تؤدي القوة المتفاعلة المسببة لنشوء الرياح إلى
نسمة خفيفة أو تبث
عواصف وأعاصير شديدة .ومهما يكن الأمر فللريح طاقة ,حيث تستطيع
الكميات الهائلة من الهواء المتحرك
توليد عمل يمكن استخدامه في دفع الشراع المرفوع
على قائم مثبت بقارب مثلا أو في تدوير الدواليب الهوائية
للطواحين وغيرها
ب- طاقة الماء الجاري:
يكتسب الماء الجاري من مكان مرتفع طاقة
حركية نتيجة تحول طاقة كامنة مختزنة خلف سد يبنى لهذا
الغرض .ويمكن لذلك الماء
المندفع أن يدير عنفه تتصل بمولد كهربائي يقوم بتحويل الطاقة الحركية إلى
طاقة كهربائية .
ج- طاقة المد و الجزر :
يحدث المد والجزر نتيجة جذب القمر و الشمس
على ماء البحار والمحيطات
بالإضافة إلى تأثير دوران
الأرض حول نفسها ,ونظرا لأن بعد القمر عن سطح
الأرض أقل بكثير من بعد الشمس عنها فالجانب الأكبر من قوة الجذب متعلق بالقمر
.فإذا جاء الماء في البحر أو المحيط مواجها القمر
وهو يدور حول الأرض
تجمع الماء بتأثير الجذب واتجه نحو الشاطئ لأن الأرض تدور حول نفسها أثناء
ذلك الجذب, لذا يصبح
مستوى ارتفاع الماء
عند الشاطئ في موضع ما أعلى منه في المواضع الأخرى
,وبهذا أصبح يملك طاقة
كامنة يمكن أن يستفاد منها في توليد عمل في طواحين الحبوب مثلاً.
وتتلخص فكرة طواحين المد في حجز ماء المد
في خزان أثناء حركة الماء ,وعندما
يمتلئ الخزان تقفل
بوابات خاصة له ,فيصبح مستوى
سطح الماء في الخزان أعلى
من مستوى البحر حين يبدأ الماء بالانحسار ,
ثم تفتح
البوابات بمقدار معين لينساب
منها الماء على عنفات خاصة تدير الطواحين .وقد
تطورت هذه
الطواحين بحيث
استخدمت في توليد الكهرباء بأن تعبئ خزانات ضخمة خلال فترة
المد ثم تفتح أثناء
فترة
الجزر فيسمح للماء بالهبوط ليدير عنفات متصلة بمولدات
كهربائية .
د- الطاقة الحرارية المخزونة في جوف الأرض:
تبدأ طبقة من الصخور المصهورة والغازات
بدرجات حرارة تصل إلى 1800 ْس تحت سطح الأرض بمسافة
أقل من 65كم,وهذه الكتل المصهورة وليدة حرارة وضغوط جوفية هائلة تنتج عن الطاقة المنطلقة باستمرار
من
المواد الإشعاعية وتعثر المواد المصهورة بين حين وأخر على تشقق في قشرة الأرض
وتنفجر منه في
ثوران بركاني كما يحدث في بعض المناطق حيث تنبعث الغازات الساخنة من
المصهورة فترتفع حرارة المياه
الجوفية إلى درجة تجعلها تتدفق منها على شكل فوران .
إن الحرارة الجوفية هي في الواقع طاقة
حرارية دفينة في أعماق الأرض وقد أمكن الاستفادة من بخار المنطلق
من النوافير
الطبيعية في بعض البلدان في أغراض التدفئة وتوليد الكهرباء ,ويسعى العلماء حاليا
للاستفادة
من الطاقة الحرارية الأرضية حيث لا توجد النوافير .